الجمعة، 24 فبراير 2017

عنْ "لِبلونْك" واللّغة وآخرين

عنْ "لِبلونْك" واللّغة وآخرين
خالدة يعقوب

أُريدُ أنْ أعرفها قبل أنْ تَظهَر،
أُريدُ أنْ أُقدّرَ كمْ حُضناً تَستَحِق؟
حتى لا أغضبَ من فَشلي في قِسمة الأحْضان على وبينَ المَخَالِب
أحضانٌ شرسةٌ تْصطادُني فِي الطُّرقات، وذاك أمرٌ آخر.
آخخ من المَخلُوقات عِندما تَصْطَدمُ بالحوادثِ، آخخ من المَراشِف على عينِ الحُمّى.
لمسةٌ على الظَّهر تُشكِّلُ صندوق اقتراعٍ، أَفضَلُ منصبٍ تَنزل لتُنتخبَ فيه مَنصبُ سَكْران.
كلُ شيءٍ يَندرجُ في القِلّة.
الإبرةُ التي تَسرّحتُ بها البَارِحة تَركَتْ جُروحاً على فَروَة الرّأس.
فِعلاً فرشاةُ شَعْري مرتخيةٌ جِدّاً، لا تَصلحُ لسبائِكِ شَعْري الصَّهْباء عَديمةِ التَّمزُّق.
أُريدُ أن أعْرِف ما هو العَدد المِثاليّ للأحْضَان، بِثوانِيها، يُمْكِنُني حَشْوها فِي ضرسي، يُمكنني تَقديمها للآبهين، للحَمقى، للسَّعرانين، لي على وجْهِ السُّرعةِ.
أُريدُ أن أعْرِف كيف لي أن أكُون مع أحبِّ نفسٍ لِي في قَالِب الغُرفة، أيّ غُرفةٍ مَاهِرةٍ تَكُونُ هذه البَجَعَةُ الصّماءِ، ربما بجَعَةُ اللّغُة، وربما تحديداً.
أَشْعُر بِبُطءٍ سريعِ اللّهو وبُطءٍ مُوفّق، لا تَأخُّر. كُلُّ شيءٍ يَأتي قَبل أوانِه، أنتَ تَعْرفُني بعَرقِ التَحَمُّلِ.
وأسْتَعمِل شُعوري أُحِيله عَصيراً.
تَسْتَطِيعُ أن تَنْتَشي بِقُبُلاتٍ خَرجت مِن مَكانِها هُناك حَيثُ هِيسپرا.. وصَدِيقَاتُها المَاعِناتُ فِي الرّيَاضَة.
وآخذُ نَصِيحَتِي مِن قَلبِها حَيثُ أَدري أنّ القَلبَ مَكانٌ لاكتساحِ المُرُوج وصُعود القُمور، ألا بالحقّ ما جمعُ قَمر؟،
هُناكَ حِينَ جِراحَةٌ أجْريتُها عَلى أَحد، أُريدُ أنْ أكُون ولو لِساعَةٍ ﻷرى المَكان الذي أفل منهُ خَيالي لَو لِوهْلَة.
أمَاكِن بِعَدد، ذاتَ مَلذّاتٍ، مِنها مكان الجراحة وأماكن فيها "لِبلونْك"، أريدُها أنْ تَنْظُر إليَّ، رَغبَتُها فيني تُدفِّقُني إلى الذُّرْوة،  تَنْتَحِر بَعْدَها "لِبلونْك" تَقْشَعِرُّ تَحْتَ وِصَالي، تُنادِينِي بالحُبِّ والسَّلام،  تَعضُّ أصَابِع قَدمي اليُسرى ثُم تَسْتَلِفُ مَجْمُوعَةً مِنْهَا، لا أَرْضَى أصْفَعُها كَفّ على خَدِّها، حَثّتْنِي دِراما.
تُشيّعُ النَهر حِين تَغْسِل جَسدَها في جَسدِها مِنْ جِسدِي، عَلى الأرضِ تَخْمُد وأنَا أنْخَمِد في أسِرَّةٍ من السِّفر، وأمْتَدِح البَهِيجَ الذي يَرَاني، يُمَازِحُني مَاسِحَاً حُزنِي، فَيلتصق حُزني ببؤبؤ عَينيهِ، ثم لا يَدري مَنْ عَبِهَ بِي صَارَ فِيني سَرِحَاً، يُدغْدغُنِي ثُم يُصابُ بِالشلل.
دَغَرَت عليّ "لِبلونْك"، هَتَكت رُمُوشي.
أذلِك بِوجهِ حقٍّ؟
صَفْحَةُ الهَلع فِي هُلاعٍ تَام.
لا تَنْتُري قَمِيصي أنَا خَارِج قَمِيصي..
أنْعَصِر فِي مَكانٍ مَا.
أضْنَانِي المَوكِبُ المُغَربِلُ.
اذهَبوا عَني... وأنَا دائمَاً ألحَقُ بِكُم.
فِخَاخُكُم مَليْئةٌ بِالسَّكَرِ المُتَكرّرِ عَليّ، كَما تَرَون إنّي أَتَكَرّرُ نِفْطَاً مِنْ المَلل.
أنْتُم تَلوذون إلى فِخَاخَكُم. أنا حَكَواتِي الفَخّ المُسْتَقِيل.
لا أَدري لِماذا يا "لِبلونْك"؟
لِماذا بُؤسُكِ وانْصِياعِي
حَبيبتي "لِبلونْك"
اقْتُلِيني
أُريدُ أعْضَاء
أُريدُ المَوت
أُريدُ شَيئاً عَلى هَذا المُسْتَوى
أنْتِ حِقْرِيّةٌ
لا تَحْسِبِي الجِيناتِ وتُفَوّتِيننِي
الآن قَبل الفَوات
كُلُّ أَحْمَق صَادق جَسدي، مُحسنٌ الظّن فِي شيءٍ مَا!
جَسدي مَصْبُوغٌ بالجِينَات
مُتصَارِع مِن أجْلي
لـ"لِبلونْك"
لِشيءٍ عَجِيب، مِثل الكِتابة كَتَارِيخ
ليسوا جَيدين بَل هُناك أسوأ، وأصْقَع وأفْظَع وأرْزَع، يا حُبّاً كَالكُتُب تَجْتَمِع مَعاً فِي مَكْتَبة، لا تَعْرِفُ بَعْضَها لا تَعِرفُ قَارِئهَا، كَلماتٌ داخِلَها فَازت بِالحِبر وهي خَائِبة.
يا حُبّاً كالنّوم الذي يَغْلِب الكِتَابة.
الكِتَابة سَاعَةٌ مِنْ النَوم.
يا صَحيحاً مُرفّهاً أرهِف سَمْعَكَ لِي، ضَعْ في رَقْصَتِي رَقَبتِي وارْتَدِ رأسَكَ خُوذَةَ مُحَارِب، أحْيَانَاً يَسْحَرُني تَواضُعُكَ أمَامِي، وانْبِهَالُك في الحِبر، رسمُ يَدِكَ يُعْطِبُ الخَيَال، لغَتُكَ كَالأوسِمة سِائلةٌ عَاجِزةٌ شَاهِقةُ الجَمال.
كُل بَحرٍ يَشُدُّ مَوجَه يُعانِد الآخَرِين.
عِندما تَنْدَمِين.
لا نَشْعُرُ إلا بِما نَحنُ نَقْتاتُ فِي المُتَّسَع.
سَريعُ التَعَلُّم، سَريع التَبَلُّم، القَتِيم. لا أَذكرُ إلا شَيئاً بعيداً مُستَحِمّاً. لَكِن مَا إِنْ أكُونَ مُواجَهاً إلّا وأشْعُر أنّي مَدِينٌ وأَنّ الحُثَالاتِ يَسْتَحِقُونَ كُلّ النُعُومَة المُمْكِنة كالإعْلان التِجَاري يُحاوِل أنْ يُرضِي المَلايين.
"لِبلونْك" تَرْتَدي الانْتِحَار،
تَسْتَرِقُ سَمْعَها، وتَشْتَمُ بَصَلَ جُوعِها، تَعْتَمِرُ غِطَاءَ رَأسِها السَّخِين، فُستَانَها الأحْمَر أسود، تَحْتَمِل ثِقَل القِدّيسَة، وهِي أفْضَلُ مِن ذَلك،  تَعِيشُ تَحَتَ أنْقَاضِ حَياتِها العَظِيمَة، تَقولُ المَوتُ أَرحم، وهِي تَدرِي أني هُنا أحسبُ ثَوانِي احتِضَانِها، وأحنُّ إلى بَردِ عُروشِها الشَّاطِئية، وأشتم بُلاط قَبرها، وأدخِّنُ مَوتَها، أَزُقُّ طُيُورَها، أسْتكِين.
رسْمَتُ لَها حَديقة انْتِحَارِها، سَقَيتُها، طَالَبتْنِي بالأجِنّة، فَوضَعْتُهُم فِي جَيبٍ فِي مُحِيطِ انْيَابِي العُلُويةِ عَلى اليَمِين.
حَبِيبَتي فِي الغَابِرِين.
لَيتَكِ تَتلفّفِينَ، تَشْتَعِلين.
تحْسَبينني جُنُوحَاً، حَركَةً دَؤوبَةً، سُمْرَةً مِنْ غِطَاءِ العَيْنَين، عُبُوراً حَيثُ لا يَعْبُرني شَيء، عَابِرُك الشابُّ لمْ تَحْتل طُمُوحَهُ زُمرةُ المُقَبِّلين.
15/2/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق