السبت، 25 فبراير 2017

قَصص العِبرة
Cautionary Tales
باربرا قولدبيرق
Barabra Goldberg

في الغابِ تُوجد
 هذي الأشياء:

أصابعُ رجالٍ مَجانين
مَاهِرةٌ و سريعةٌ
تَلعَبُ شَربَكَة السِلْك عَلى اليَد
بحبالٍ كانَت مَعْمُولة للشّنق

بومةٍ ذاتِ قُرونٍ عَظِيمة
في أَعلَى شَجرَة
الرُوح مِن تشيبيوا
عَلِقَت بحَلقها

أفْعى مُتموّجة*
مُمَسِّدَةً حَراشِفها
فَكُها مَنزُوع المَفَاصِل
متَضوِّرٌ لعِظَامِ الرِقَاب

وعث، ورغماً عنه لا أَحَدَ
يَعلمُ أين بالضبط
خُذ حَذرَكَ حيث تطأُ قَدمكَ
إذ هُنَاك فَاهُكَ يُملأ

هَذه حِكَاياتٌ يَقُصُّهَا لَنَا صِغَارُنَا
تَعْصِمُنَا مِنْ التّوهَان


*sidewinder الأفعى المجلجلة
ترجمة: خالدة يعقوب

الجمعة، 24 فبراير 2017

عنْ "لِبلونْك" واللّغة وآخرين

عنْ "لِبلونْك" واللّغة وآخرين
خالدة يعقوب

أُريدُ أنْ أعرفها قبل أنْ تَظهَر،
أُريدُ أنْ أُقدّرَ كمْ حُضناً تَستَحِق؟
حتى لا أغضبَ من فَشلي في قِسمة الأحْضان على وبينَ المَخَالِب
أحضانٌ شرسةٌ تْصطادُني فِي الطُّرقات، وذاك أمرٌ آخر.
آخخ من المَخلُوقات عِندما تَصْطَدمُ بالحوادثِ، آخخ من المَراشِف على عينِ الحُمّى.
لمسةٌ على الظَّهر تُشكِّلُ صندوق اقتراعٍ، أَفضَلُ منصبٍ تَنزل لتُنتخبَ فيه مَنصبُ سَكْران.
كلُ شيءٍ يَندرجُ في القِلّة.
الإبرةُ التي تَسرّحتُ بها البَارِحة تَركَتْ جُروحاً على فَروَة الرّأس.
فِعلاً فرشاةُ شَعْري مرتخيةٌ جِدّاً، لا تَصلحُ لسبائِكِ شَعْري الصَّهْباء عَديمةِ التَّمزُّق.
أُريدُ أن أعْرِف ما هو العَدد المِثاليّ للأحْضَان، بِثوانِيها، يُمْكِنُني حَشْوها فِي ضرسي، يُمكنني تَقديمها للآبهين، للحَمقى، للسَّعرانين، لي على وجْهِ السُّرعةِ.
أُريدُ أن أعْرِف كيف لي أن أكُون مع أحبِّ نفسٍ لِي في قَالِب الغُرفة، أيّ غُرفةٍ مَاهِرةٍ تَكُونُ هذه البَجَعَةُ الصّماءِ، ربما بجَعَةُ اللّغُة، وربما تحديداً.
أَشْعُر بِبُطءٍ سريعِ اللّهو وبُطءٍ مُوفّق، لا تَأخُّر. كُلُّ شيءٍ يَأتي قَبل أوانِه، أنتَ تَعْرفُني بعَرقِ التَحَمُّلِ.
وأسْتَعمِل شُعوري أُحِيله عَصيراً.
تَسْتَطِيعُ أن تَنْتَشي بِقُبُلاتٍ خَرجت مِن مَكانِها هُناك حَيثُ هِيسپرا.. وصَدِيقَاتُها المَاعِناتُ فِي الرّيَاضَة.
وآخذُ نَصِيحَتِي مِن قَلبِها حَيثُ أَدري أنّ القَلبَ مَكانٌ لاكتساحِ المُرُوج وصُعود القُمور، ألا بالحقّ ما جمعُ قَمر؟،
هُناكَ حِينَ جِراحَةٌ أجْريتُها عَلى أَحد، أُريدُ أنْ أكُون ولو لِساعَةٍ ﻷرى المَكان الذي أفل منهُ خَيالي لَو لِوهْلَة.
أمَاكِن بِعَدد، ذاتَ مَلذّاتٍ، مِنها مكان الجراحة وأماكن فيها "لِبلونْك"، أريدُها أنْ تَنْظُر إليَّ، رَغبَتُها فيني تُدفِّقُني إلى الذُّرْوة،  تَنْتَحِر بَعْدَها "لِبلونْك" تَقْشَعِرُّ تَحْتَ وِصَالي، تُنادِينِي بالحُبِّ والسَّلام،  تَعضُّ أصَابِع قَدمي اليُسرى ثُم تَسْتَلِفُ مَجْمُوعَةً مِنْهَا، لا أَرْضَى أصْفَعُها كَفّ على خَدِّها، حَثّتْنِي دِراما.
تُشيّعُ النَهر حِين تَغْسِل جَسدَها في جَسدِها مِنْ جِسدِي، عَلى الأرضِ تَخْمُد وأنَا أنْخَمِد في أسِرَّةٍ من السِّفر، وأمْتَدِح البَهِيجَ الذي يَرَاني، يُمَازِحُني مَاسِحَاً حُزنِي، فَيلتصق حُزني ببؤبؤ عَينيهِ، ثم لا يَدري مَنْ عَبِهَ بِي صَارَ فِيني سَرِحَاً، يُدغْدغُنِي ثُم يُصابُ بِالشلل.
دَغَرَت عليّ "لِبلونْك"، هَتَكت رُمُوشي.
أذلِك بِوجهِ حقٍّ؟
صَفْحَةُ الهَلع فِي هُلاعٍ تَام.
لا تَنْتُري قَمِيصي أنَا خَارِج قَمِيصي..
أنْعَصِر فِي مَكانٍ مَا.
أضْنَانِي المَوكِبُ المُغَربِلُ.
اذهَبوا عَني... وأنَا دائمَاً ألحَقُ بِكُم.
فِخَاخُكُم مَليْئةٌ بِالسَّكَرِ المُتَكرّرِ عَليّ، كَما تَرَون إنّي أَتَكَرّرُ نِفْطَاً مِنْ المَلل.
أنْتُم تَلوذون إلى فِخَاخَكُم. أنا حَكَواتِي الفَخّ المُسْتَقِيل.
لا أَدري لِماذا يا "لِبلونْك"؟
لِماذا بُؤسُكِ وانْصِياعِي
حَبيبتي "لِبلونْك"
اقْتُلِيني
أُريدُ أعْضَاء
أُريدُ المَوت
أُريدُ شَيئاً عَلى هَذا المُسْتَوى
أنْتِ حِقْرِيّةٌ
لا تَحْسِبِي الجِيناتِ وتُفَوّتِيننِي
الآن قَبل الفَوات
كُلُّ أَحْمَق صَادق جَسدي، مُحسنٌ الظّن فِي شيءٍ مَا!
جَسدي مَصْبُوغٌ بالجِينَات
مُتصَارِع مِن أجْلي
لـ"لِبلونْك"
لِشيءٍ عَجِيب، مِثل الكِتابة كَتَارِيخ
ليسوا جَيدين بَل هُناك أسوأ، وأصْقَع وأفْظَع وأرْزَع، يا حُبّاً كَالكُتُب تَجْتَمِع مَعاً فِي مَكْتَبة، لا تَعْرِفُ بَعْضَها لا تَعِرفُ قَارِئهَا، كَلماتٌ داخِلَها فَازت بِالحِبر وهي خَائِبة.
يا حُبّاً كالنّوم الذي يَغْلِب الكِتَابة.
الكِتَابة سَاعَةٌ مِنْ النَوم.
يا صَحيحاً مُرفّهاً أرهِف سَمْعَكَ لِي، ضَعْ في رَقْصَتِي رَقَبتِي وارْتَدِ رأسَكَ خُوذَةَ مُحَارِب، أحْيَانَاً يَسْحَرُني تَواضُعُكَ أمَامِي، وانْبِهَالُك في الحِبر، رسمُ يَدِكَ يُعْطِبُ الخَيَال، لغَتُكَ كَالأوسِمة سِائلةٌ عَاجِزةٌ شَاهِقةُ الجَمال.
كُل بَحرٍ يَشُدُّ مَوجَه يُعانِد الآخَرِين.
عِندما تَنْدَمِين.
لا نَشْعُرُ إلا بِما نَحنُ نَقْتاتُ فِي المُتَّسَع.
سَريعُ التَعَلُّم، سَريع التَبَلُّم، القَتِيم. لا أَذكرُ إلا شَيئاً بعيداً مُستَحِمّاً. لَكِن مَا إِنْ أكُونَ مُواجَهاً إلّا وأشْعُر أنّي مَدِينٌ وأَنّ الحُثَالاتِ يَسْتَحِقُونَ كُلّ النُعُومَة المُمْكِنة كالإعْلان التِجَاري يُحاوِل أنْ يُرضِي المَلايين.
"لِبلونْك" تَرْتَدي الانْتِحَار،
تَسْتَرِقُ سَمْعَها، وتَشْتَمُ بَصَلَ جُوعِها، تَعْتَمِرُ غِطَاءَ رَأسِها السَّخِين، فُستَانَها الأحْمَر أسود، تَحْتَمِل ثِقَل القِدّيسَة، وهِي أفْضَلُ مِن ذَلك،  تَعِيشُ تَحَتَ أنْقَاضِ حَياتِها العَظِيمَة، تَقولُ المَوتُ أَرحم، وهِي تَدرِي أني هُنا أحسبُ ثَوانِي احتِضَانِها، وأحنُّ إلى بَردِ عُروشِها الشَّاطِئية، وأشتم بُلاط قَبرها، وأدخِّنُ مَوتَها، أَزُقُّ طُيُورَها، أسْتكِين.
رسْمَتُ لَها حَديقة انْتِحَارِها، سَقَيتُها، طَالَبتْنِي بالأجِنّة، فَوضَعْتُهُم فِي جَيبٍ فِي مُحِيطِ انْيَابِي العُلُويةِ عَلى اليَمِين.
حَبِيبَتي فِي الغَابِرِين.
لَيتَكِ تَتلفّفِينَ، تَشْتَعِلين.
تحْسَبينني جُنُوحَاً، حَركَةً دَؤوبَةً، سُمْرَةً مِنْ غِطَاءِ العَيْنَين، عُبُوراً حَيثُ لا يَعْبُرني شَيء، عَابِرُك الشابُّ لمْ تَحْتل طُمُوحَهُ زُمرةُ المُقَبِّلين.
15/2/2017

الأحد، 19 فبراير 2017

Charcoal jar: والدوائر ثاقبة الليالي

Charcoal jar: والدوائر ثاقبة الليالي:              من أعمال عمر خيري/جورج إدوارد     خطوات متخيّلة على السلّم كانت كافيةً لاقتلاعي من السلام. غرقتُ بحالي في دوائري؛ دو...

السبت، 18 فبراير 2017


Ars Poetica #100: I Believe
فنّ الشّعر#100: أنا أعتقد
BY Elizabeth Alexander
إليزالبث أليكسندر


الشّعر، أحدّثكم طَلبتي،
هو خَصيصية. الشّعر

أينما نكُون أنفُسنا
 (مع أن استارليق بروان قال
"كل ’أنا‘هي أنا درامية ")،
تَحفِر في أسّقُف الصَّدَف 
عن المحَارة التي تفرّقع،
مُفرّغةً  كتاب-أمثال الجيب.

الشعر هو ماتجدُ
في الثّرى عند الرُكن،

تَستَرِقُ سَماعَهُ في الحافلة، الرّبُ
في التفاصيل، الطريقةُ الوحيدةُ

لتعبُر من هنا لهناك.
الشّعر (وصوتي الآن يُحلّق)

ليس كلُّهُ حُبّ، حُبّ، حُبّ
آسفة مات الكلب.

الشّعر( هنا أسمع دويّ نفسيّ الأعلى)
هو التّعبير البشريّ

ألسنا مبالون ببعضنا البعض؟


ترجمة: خالدة يعقوب
مراجعة: أحمد النشادر




المجتمعات الأمثل
فيليب لاركن 


عِندما كُنت طفلاً إعتقدتُ
بعفويّة، أن العُزلة
لا داعيّ لأن تُنشد أبداً
شيء لدى أيّ شخص
كالعُريّ، مبرومٌ على اليد
ليس صائب على نحو خاص أو خاطئ على وجه الخصوص
شيءٌ غامرٌ وظاهر
ليس البتّة صعبُ الإستيعاب


ثُم، بعد العشرين، أصبح
دُفعة واحدة، صعب الحُصول
منشود  أكثر، بذا و على حد السّواء
غير مرغوب، لماذا
"انت لوحدك" تَملك  إستحقاق  
مَنصِب الحقيقة، يُعبَّر عنها
بصيغة الأخريات أو إنما هي
تَخَيُّل مُعوِّض


من الأفضل كثيراً البقاءُ برفقةٍ!
لتُحِبَّ لابد أن تَحظى بشخص آخر،
الهبةُ تحتاجُ لوارِث
الجِيرة الجيّدة، تحتاج من قَلبِ أبرشيات
القوم كلها أن تُحققها- بإيجاز،
فَضائِلنا كلها اجتماعية؛ إذ أنك
محروم من العزلة، تغتاظ،
من الواضح أنّك لستَ من النوعِ الفَضِيل


بشراسةٍ، إذن، أُغلقُ بابي.
نارُ الغاز تَتنفّسُ، الرّيح بالخارج
تَهدِي مطر المَساء، مرّة أخرى عُزلة غير مُتناشِزة  
تُمَاسِكُني بكفِها الضخم
وكشقائق نعمان بحريّة
أو كحلزون بسيط، متوخّياً
يَنْفلقُ، يَبرزُ، ما هو أنا   


ترجمة: خالدة يعقوب
مراجعة: أحمد النشادر 

الأربعاء، 15 فبراير 2017

The Second Going
الذهاب الثاني
By Philip Levine
فيليب ليفين

ثَانِيَة
اليوم يَسْتَهِل، فقط
لا أحد يُريد تَعَقُله
أو وضُوحه المُعْمي. وهج اليوم
ليس ما أتينا كل هذه الطريق له.
حِفنة ملح، قَطرات اشنابس في كأسنا
الخاص بالدمع، تذكرة إياب للحياة، حياة وجيزة


من ليالٍ طوال& أفْجُر مُتَغيبةوقَليلُ رَحمَة في الشاي 

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

You, Therefore
أنت، لذلك
Reginald Shepherd
بيقينالد شيبارد


أنت مثلي، سوف تموت أيضاً، لكن ليس اليوم: 
أنت، مُتفاوت، لذلك الساعات تَسطع:
اذا قُلت لك "إليك قَولي"، أنت لم تكن 
متهيّىء للموسيقا، أو للبثّ الحي على المذياع الشبح،
لست أبداً لوحة زيتية
أو رسم فحمي عتيق بارع: أنت
تواؤم إنسان، رقم، صوت،
ومكان، فراولة تمتد عبر اسمك
وكأنك بُرعم شجيرات، كيف أنك تُعيدني
إلى ربيع ما، المياه كالإنتعاش والصحو
 (مطر متأخر يتشبث بأوراقك، مُهدهدٌ بريح هينة)    
حيث أنك هناك تَحُط على ضوء قمر مُعْشِب:
وأنت تضْحى سوسن، زهرة النجمة، زهرة الثلاثية البيضاء
أو جَحْلِيْق، أنت لي بكل أحقيّة، نجمة بيضاء  
في السماء المَرجِية، الثلج مازال وافدا  
من أسفاره صوب الأرض، هنا بمكان لا
جليد (حلمت أنك كنت جليدا،
عندما لم تُثلِج)، أنت نصيبي
آنَ ليكون ليلي (بدنك يتخذ تقاطيع النوم، شاكلات النوم   
تصير أنت): وأنت تهبط من السماء 
، كلمات تندلق من فمك بمعية أزهار عِدة
على موجات، شفاهك بنكهة البحر، مالح-حلو (شجر 
وبحار تلاشت بعيدا، أدعوه
حُبكَ): البيت ليس في أيّ مكان، لذلك أنت
نوع من السُكْنى والترحاب، أغنية بعد كلٍ، 
و بلا أيّ عدن يُمكننا تسمِيتها


(Source: Fata Morgana(2007
ترجمة: خالدة يعقوب

الاثنين، 13 فبراير 2017


My blue T.Shirt
قميصي الأزرق
Ted Kooser
قصيدة: تد كوزر


معلق في خزانة 
هذه الغرفة الصغيرة، حُر الياقة،
خالي الأكمام، مُتجعد الذيل.
لا شيء يَشغِل القميص غير الهواء
ورائحتى الناصلة. إنه ينتظر،
كل الأزرار السبعة غير مزررة،
قدود الأزرار رخوة، 
القماش الرقيق ذو رسم المربعات الأبيض،
كافته في اِنتظار جسد.

إنه يتطلب أي جسد، مع أنه يعلم،
بطريقته القمصانية في المعرفة، اني لوحدي
أتخذُ شكلي في تجاعيده،
انحناءتي في مرافقه

خارج هذه الغرفة الطيور تبحث عن طعام،
الأوراق الصغيرة تشرب ضوء الشمس في الصباح،
الناس يعبرونها في طريقهم الي الفطور.

لكن هنا، في هذه الخزانة،
القميص الأزرق لا يحتاج شيئاً،
باستثناء اللاشيء، يعرف فقط معرفته القمصانية،
ذاك أنني الآن أتعلم -كيف أكون خُصوصيّ وطويل الأناة،
كيف أكون غير معقود الأزرار،
كيف أحمل رائحة ما قد لبسني، 
وأن أعرف نفسي عبر التجاعيد.


ترجمة: خالدة يعقوب



الأحد، 12 فبراير 2017

Aubade
أغنية صباحية
Phiip Larkin
فيليب لاركن



أعمل طول اليوم ونصف-أسكر في الليل. 

مستيقظ عند الرابعة لأبدو أقلّ ظلمة، أحدّق.

مع الوقت حواف الستائر تُضيئ أكثر.

ذلك الى أن أرى ما الذي بالحق دائما هناك: 
منية متبجحة، قربت يوماً كاملا الآن، 
تجعل كل فكرة مستحيلة لكن كيف
وأين ومتى أنا نفسي أموت. 
تحقيق مضجر: بل الفزع

من المنية، وأن تكون ميتا،
لوّح مجدداً ليقبض ويروّع.

العقل يتبلد في الأجيج. ليس في ندم من
-الخير الذي لم يُفعل، الحب الذي لم يُمنح، الوقت
الذي بلى غير مُستخدم- وليس بعسير لأن
حياة واحدة لا تَستَغرِقُ طويلا لتُرتَقى 
خالية من بداياتها الخاطئة، وربما بتاتاً؛
لكن في الفراغ التام للأبد،
الفناء الأكيد الذي نُسافر اليه
ولسوف نضل فيه أبدا. فإنا لن نكون هنا،
أو في أية مكان،
وعلى وشك؛ لا شيء أكثر إفزاعاً، لا شيء أكثر حقيقة.

هذه طريقة خاصة لأن تكون خائفاً
لا خدعة تخلّص، الدين كان يحاول

تلك الديباجة الموسيقية الفضفاضة آكِلُها الفراش
خُلقت للتمظهر بأنا لن نموت أبداً
وأشياء مخدوعة تقول لا كائن عقلاني 
يمكن أن يخاف شيئا لا يستحسه، غير ناظرين
أن ذلك هو ما نخاف_ليس البصر، ليس الصوت،
ليس اللمس، أو التذوق أو الشم، لاشيء نُفكر بواسطته،
لاشيء لنُحب أو نُوثَقُ به،
المُخدّر الذي لا مُفيقَ منه.


وكذلك تقبع في حافة الرؤيا،
غشاوة صغيرة مذبذة، وارتعاشة ماثلة


تُحَجم كل باعث تُحيله حيرة.
معظم الأشياء قد لا تحدث: هذا سيحدث، 
واِحداثه سوف يستشيط
الى خوف تنّوري عندما نُلقفُ بلا
بشر أو خمر. الإقدام لا ينفع:
هو يعني أن لا نُفزع الآخرين. نكون شجعاناً 
لا ننبش أحداً من قبره.
الموت لا مبالاة نئنُ منه ثم نحتمله.

الضوء بطيئا يشتد، والغرفة تتخذ شكلاً
يَنتصبُ مجرداً كدولاب، مانعرفه،
دواما عرفناه، عرفنا أننا لا يمكن أن نفر

لايزال غير مُتقبَل. جانب واحد لا بد أن يغادر
في الأثناء الهواتف جاثمة، مُتَجَهِزة للرنين 
في مكاتب مقفلة، وكل الكون غير مكترث، 
مُلغز مُستأجَر طفق ينهض.
السماء بيضاء كردغة، بلا شمس.
عمل لا بد أن يُنجذ.
سُعاة البريد كالأطباء يجولون بين بيت وبيت.

ترجمة: خالدة يعقوب