بيتُ الغيمة المشلولة
(جسد
ووسيم ومشترية تذاكر ومنفاخ)
كانت (جسد) ذاتَ براكين وحُفر وقِلاع مُندارة على بعضها.
كانت مَهداً يطمحُ لهُ الدُخَّان، مُعجزةً حَدثت بين ضَلعيِّ "مُشتريّة"
تذاكر، مِن تأسُّنِ الـ(مُشتريّة) العَظيم التي كانت تَستحلبها بتضافُرٍ فَخْم،
وتَنظر إلى إشراقِها وتفتحُ لها صَفحة-( مُقابل كلِّ إشراقة صفحة) -كلَّ صفحة
عَصيٌّ تصديقُها أكثر من أُختها، الميثولوجيا إذا تَواطئت لنْ تكونَ في عَظَمةِ نكاح صفحات كتابِ
التَّشرُّقِ هذا.
للأسفِ، مجموعتهم الطُفيلية كانوا مِن ورعٍ يَستبشرون
(لم يكن الحُلم كامل الدَّسم، لم يكن التَّعقُيم مُحيطا). جسد كَرهتهم عمى، وهل
بعد العمى بصرٌ؟ نعم بَصرٌ لازبٌ؛ كَرِهَتهم
لأنَّها كانت “جسداً”.( مِن المَجموعة العَاجية وليست كَمونيَّة فيل) وهم لا يؤدون
الأمانة، هم مجموعة منافيخ وكلَّاسين ومنشِّطين وثلَّاجين وجرَّاسين وقوّادات... إلخ.
"جسد"
كتابُ استشراق كامل، عن مستشرقٍ في الكونيات، وما هذه الأشياء المُماثِلة
للتكوينات؟ هذا الكتاب استباحتهُ "مُشتريَّة" وهو مُحرَّم، بدناءةٍ
عاديَّة (وهذه الرَّثاثة)
ما أجملها وهي تَلجُ المذبح! ما كانت تُريد شَيئا غير
الموت (لأنه هو "وسيم"). في المذبح، مهرجان بيع تذاكر اللَّاشيء، وجدت "جسد"
أنَّها تبيع التَّذاكر، بدلاً عن الانفراج تحتَ الموت (وسيم) الذي لو تَبحث عنهُ
في المذبح تُصاب بالفَدع من شدِّة التَّعب. لمحت "مُشتريةً" ذاتَ الحنان
السّاجِد ( التي غالباً تُوصِل إلى "وسيم")، بدأت تَطلب إجازات عمل
للتَّجسس على هذه الـ"مُشتريّة" ذاتَ المال، إلى أنْ حانت فُرصة
جُهنميَّة؛ حيثُ تلاحمتا في بار (بيتِ الغيمة المشلولة) مِن شدَّة الضيق والزِّحام.
قالت "جسد" وهي بين ضلعي "مُشتريّة":
أريدُ أن أبيعكِ طبعيَّ!
ردت: هل تقصدين التذاكر؟ اسمعي، أريدكِ لجلاطتيَّ؛ لكن
لا أُحبُّ أن أنفخ عليكِ، أنفخي نفسكِ.
"جسد"
صارت مَخبولة تحدث نفسها "سأكون في جلاطة "مُشتريّة"، سَتوحشني منذ
الآن". مضت تتواهن وتنفخُ على نفسها، حتى صار مُنفاخ "جسدَ"
مُتهلهلاً ومستشيطاً غالب الأمرِ.
"مُنفاخ" فترانٌ من النَّفخ:
"جسد" سأنعدم، اذهبي إلى "مُشتريّة" احضري أنفاخاً وإلا صرتُ
أنا عدماً وصرت أنت بلا مُنفاخ.
"جسد"
الآن في سرير "مُشتريّة" الذي هو أكبر من ذلك البار، وتحاول "جسد"
إقناعها أن تحلَّ لها مُشكلة النَّفخ بأيَّ وسيلة وبإلتوائيَّة!
قالت "جسد": "كما تعلمين أأأأأ، انظري
سريرك مثلاً، يمكن أن نصغِّره، وأأأأأ بفرق السِّعر أأأأ...
"مُشتريّة": بماذا نستفيد؟
"جسد":
نشتري منافيخ، نفاخات، نفخات
"مُشتريّة":
مرة ثانية تتحدثين عن بلاهات، لن أقوى عليكِ.
"جسد"
الآن في مأزق هي بين ضلعي "مُشتريّة"، المكانُ مُتاخمٌ للمَوت.. محصولها
من الموت يطلع مرتيْن في السَّنة، من الأفضل لـ"جسد" أن توهن لستة أشهر،
أو العيش بـ"مُنفاخ" جيِّد ونفخ وافِر والتخليَّ عن حُلم الـ"وسيم"
إلى الأبد. "جسد" تريد الشيئيْن ال"وسيم" وعدم الوهونَة!
الآن داخل "جسد" وهن وهُيام كامل بالـ"وسيم".
أيَّ شيء تفعله "جسد" يزِيدها بَلوى.
"جسد"
شروق يكفي لملء صفحاتِ كتاب "مُشتريّة" المأمول. مُشتريّة" شعرت
أنَّ "جسد" تُريد شيئاً والإشراق يَرتخيِ، أرادت مِنها أن تُزيل الغُبار
عن هدفها، حتى تضمن تحقُّق الإشراق
قالت "مُشتريّة": "جسد، يمكن أن تَحلي
مشكلة النَّفخ بعيداً عني، أريدُ مِنك الصفحات للكتاب، إشراقكِ يَحبو فارَّاً مِن
تحتي. أنتِ الوحيدة تستطيعين تدبير المَسألة، هل تعطين الإشراق لمجموعتهم؟ ماذا
يحدث! وتواصل "مُشتريّة" اِقتربتِ مِن "وسيم"، المدَّة قاربت
أربعةَ أشهر، تَبقى شهران
رمت "جسد" ال"مُنفاخ" المُتهالِك
في مَزبلةِ البار، الوهن تمدَّد كثيراً، ضلعا "مُشتريّة" تبدَّلا قليلاً
حين ضربة وهن
" تلقي جسد" خبر وهنها في خطابٍ إلى "مُشتريّة"
عزيزتي الـ"مُشتريّة" ذات الوجاهة والحنان
السَّاجد
ذاتِ العماد والرِّفعة
المُبجَّلة
الصَّموتة
لتُبدِّدي وهنيَّ وانفخي عليَّ، فلقد وضَعت
"مُنفاخ" في المزّبلة، أعتقدُ
أنَّ كتابكِ يستحقُ عنائِكِ واسكانيَّ بينَ ضِلعَيكِ. لن أكذب عليك، تبقى شهر كي أصل
إلى "وسيم"؛ فهو يلتقيكِ بعد شهر..
سأتبدد في "جسدٍ" جديدٍ قبل قُدوم
"وسيم" وهكذا يَضيعُ عنائيَّ. أو لتُخرجيني من بينِ ضِلعيّك أبحثُ عن
مصدرٍ جديدٍ غير النَّفخ، وقد يَستغرق ذلك جُهداً وأزمانا طائلة، أَعلم أن
استشراقكِ مهم، لكنَّ بقائيَّ بين ضلعيّكِ سَيحتِّم عليَّ مُواجهة التَّبدُّد إذا
لم أُفلح أو لقاء "وسيم" إذا حالفنيَّ الحظ!
تأخَّرت "مُشتريّة" عن فتح الخطاب، إذ لم
يكن موشَّحاً مِن الخارج
.....
تبقَّى يومان على قُدوم "وسيم"، و"جسد"
تَقشَّرت مِنها بعضّ القُشور تتصيَّر في جيفةٍ ورمّةٍ ومِدّةٍ. و"مُشتريّة"
أُصيبت بأمراضٍ يمكنُ أن تُبعِّد حصد "وسيم" لستةِ أشهرٍ أُخرى، فخاطبت
"جسد" إزاء ذلك
قالت "مُشتريّة": "جسد" اذهبي إلى
المزّبلة، ستجدين "مُنفاخ" وقد أصلَحتُه، إذا حقّاً عاد يعمل، سنعودُ إلى
سابِق عهدنا.. أنا أكسبُ إشراقاً، وأنتِ ستةَ أشهر، وال"وسيم" (بابتسامةٍ
خبيثةٍ)
"جسد"
الواهِنة ذهبت إلى المزّبلة؛ وجدت "مُنفاخ" وبه إعاقة في المُنظِّم؛ كان
نَفخُهُ عشوائِي، "مُشتريّة" ولم تشفِ مِن الأعراضِ بين ضلعيَّها،
والسَّبب إخفاق "مُنفاخ"، ولم يستطع الكلَّاسون والمنشِّطون والثلَّاجون
والجرَّاسون والقوّادات والملَّاطات مِن فعل شيءٍ يُزيل عَنها الإرهاق
وكتابُ الإشراقِ صار مُنطبقٌ على صفحاتهِ، اختلَّت
المنظومة، تَبدَّدت "جسد" بعد قضاءِ ستَّة أشهرٍ بين ضلعيَّ
"المشتريَّة"، ونسيت "وسيم" ومَصدر الطَّاقة الجَّديد لديها
تَفجري،ٌّ لا يَقترب مِنها شيء غير الدُخان؛ لا نستطيع تعقُّبها،
"مُنفاخ" مُعاق ومُنظِّمه يَحتاج الكثير من العَمل، وعلى ذلك أُصيبَ
بالأنيميا المُنفاخيَّة، ”مُشتريّة” تعاني الأمرَّين بينَ ضلعيّها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق